تعتبر الدورة المحاسبية أساسًا حيويًا لنجاح أي منشأة تجارية، فهي العمود الفقري الذي يدعم عمليات التسجيل المالي والتقارير المالية، ومن خلال هذه الدورة، يتم تحديد المعاملات المالية، وتسجيلها، ومراجعتها، وإعداد التقارير اللازمة التي توفر رؤية شاملة لأداء الشركة، لذا، دعونا نلقي نظرة عميقة على هذه العملية الحيوية.
ما هي الدورة المحاسبية؟
الدورة المحاسبية عبارة عن مجموعة من الخطوات المنظمة التي تتبعها أي منشأة خلال فترة محاسبية معينة، وتهدف هذه الدورة إلى تسجيل جميع المعاملات المالية ومعالجة كافة المبالغ التي تم إنفاقها خلال السنة المالية، وتشمل الدورة المحاسبية جميع الحسابات التي يقوم بها المحاسب، بدءًا من تسجيل قيود اليومية وصولاً إلى إعداد القوائم المالية والحسابات الختامية، وتشكل الدورة المحاسبية سلسلة من الأنشطة المتكاملة التي تسعى في نهايتها إلى إنتاج البيانات المالية الضرورية، وهذه البيانات تخدم الأهداف المالية للمنشأة وتلبي احتياجات الجهات الخارجية المعنية.
أهداف الدورة المحاسبية
تهدف الدورة المحاسبية إلى تحقيق عدة أهداف هامة من خلال الخطوات والأنشطة المتتابعة التي تشملها:
- ضمان دقة المعاملات المالية: التأكد من أن جميع المعاملات المالية قد تم تسجيلها بشكل صحيح وخالٍ من الأخطاء.
- دعم الأطراف الخارجية: تزويد الجهات الخارجية، مثل السلطات الضريبية، بالمعلومات المالية اللازمة، مما يسهم في تحديد الضرائب المستحقة.
- ثقة المستثمر: تساعد الدورة المحاسبية الدقيقة في تعزيز ثقة المستثمرين والممولين بالمنشأة من خلال إظهار الإدارة المالية الجيدة.
- تحقيق الرقابة الداخلية: تعمل الدورة المحاسبية كنظام رقابي لضمان سلامة العمليات المالية داخل المؤسسة.
- مساعدة الإدارة في اتخاذ القرارات: توفير المعلومات المالية الدقيقة التي تحتاجها الإدارة لاتخاذ قرارات استراتيجية تسهم في تطوير وتحسين أداء المنشأة.
- منع الغش والاحتيال: وضع إجراءات فعالة لجمع وتسجيل ومراجعة المعاملات المالية، مما يقلل من احتمالية حدوث أي عمليات احتيالية أو تلاعب مالي خلال الفترة المحاسبية.
اقرأ كذلك عن: ميزان المراجعة
متي يتم إعداد الدورة المحاسبية؟
تُعد الدورة المحاسبية على مدار الفترة المالية، وتستمر سنويًا ما دامت المؤسسة تعمل، وتبدأ العملية بتسجيل القيود اليومية لكل معاملة مالية تحدث، بالإضافة إلى تنفيذ خطوات أخرى بشكل دوري، وتشمل الدورة المحاسبية تسجيل الحسابات بشكل مختلف بناءً على طبيعة المعاملات: فبعض الحسابات تُسجل يوميًا، بينما تُسجل أخرى شهريًا أو ربع سنويًا، وهناك أيضًا حسابات تُسجل في نهاية الفترة المالية.
لماذا الدورة المحاسبية مهمة في النظام المالي للمنشأة؟
تسهم الدورة المحاسبية بشكل كبير في بناء سجل دقيق يعكس المركز المالي للمؤسسة من خلال توفير ملخص شامل للبيانات المالية، ولكن أين تظهر أهمية هذه الدورة؟ تكمن أهميتها في عدة جوانب أساسية:
أولاً: في التحكم المالي، حيث تعد الدورة المحاسبية وسيلة حيوية لتحقيق نظام تحكم مالي متكامل، إذ تتيح تتبع الإيرادات والمصروفات، والسيطرة على مستوى النفقات، وإدارة المخاطر المالية بكفاءة، وتظهر أيضاً في التخطيط المالي الاستراتيجي، حيث تقدم الدورة المحاسبية البيانات الضرورية التي تسهل عملية التخطيط المالي وإعداد الموازنات التقديرية، مما يساعد المؤسسة على تحديد الاحتياجات المطلوبة لتحقيق النمو المستدام والاستقرار المالي.
وأخيراً: تتضح أهمية الدورة في الامتثال للمعايير المالية، وذلك لأنها تلعب دورًا جوهريًا في ضمان الامتثال للمعايير المحاسبية المحلية والدولية، بالإضافة إلى الضوابط المالية المعتمدة، فهي تعزز الشفافية والمصداقية، وتدعم مبدأ المساءلة المالية والإفصاح الضريبي، مما يسهم في تحسين صورة المؤسسة أمام الجهات الرقابية والمستثمرين.
اقرأ أيضاً عن: شركة الشخص الواحد
أنواع الحسابات في الدورة المحاسبية
1- الحسابات النقدية والأصول المتداولة
الحسابات النقدية والأصول المتداولة هي مكونات أساسية في الدورة المحاسبية، حيث تستخدم لتسجيل المبالغ النقدية والأصول التي يمكن تحويلها بسرعة إلى نقد خلال فترة زمنية قصيرة، وتشمل هذه الحسابات النقد المتاح في الخزينة والحسابات البنكية، وتسهم في توفير صورة واضحة عن السيولة المالية للمؤسسة، مما يساعد في إدارة التدفقات النقدية اليومية وتلبية الالتزامات المالية قصيرة الأجل.
2- حساب المبيعات
حساب المبيعات من الحسابات الحيوية في الدورة المحاسبية، حيث يسجل فيه قيمة الإيرادات الناتجة عن بيع المنتجات أو تقديم الخدمات للعملاء، ويتم من خلاله توثيق جميع العمليات البيعية التي تقوم بها المؤسسة، مما يوفر بيانات دقيقة عن الأداء التجاري والقدرة على تحقيق الإيرادات، ويساعد هذا الحساب في تحليل الاتجاهات البيعية، وتقييم استراتيجيات التسويق والمبيعات، وتحقيق التخطيط المالي المستقبلي بناءً على أداء المبيعات الفعلي.
3- حساب المشتريات
حساب المشتريات هو عنصر أساسي في الدورة المحاسبية، يستخدم لتتبع جميع المعاملات المتعلقة بشراء المواد الخام أو المنتجات أو الخدمات التي تحتاجها المؤسسة، ويسجل في هذا الحساب القيم المالية التي تم دفعها أو التي يجب سدادها للموردين، ويساعد حساب المشتريات في مراقبة التكاليف والتحكم في الإنفاق، كما يتيح للمؤسسة تقييم فعالية عمليات الشراء وإدارة المخزون بكفاءة، وضمان توفر المواد والمنتجات اللازمة لدعم العمليات الإنتاجية والتجارية.
4- حساب الأجور والرواتب
يستخدم حساب الأجور والرواتب في الدورة المحاسبية لتسجيل جميع المبالغ المدفوعة للموظفين، سواء كانوا عمالاً مؤقتين أو موظفين دائمين، ويشمل هذا الحساب الرواتب الأساسية، بالإضافة إلى المزايا الأخرى مثل الحوافز، العلاوات، والمكافآت، ويوفر حساب الأجور والرواتب رؤية شاملة لتكاليف العمالة، مما يساعد الإدارة في تخطيط الموارد البشرية، وضبط النفقات المتعلقة بالرواتب، وضمان الامتثال للالتزامات القانونية المتعلقة بالعمالة.
اطلع أيضاً على: استراتيجيات تسعير المنتجات
5- حساب الديون والالتزامات
حساب الديون والالتزامات يستخدم لتسجيل جميع المعاملات المالية التي تتعلق بالديون المستحقة على المنشأة والالتزامات المالية تجاه الموردين أو الأطراف الأخرى، كما يشمل هذا الحساب المبالغ المستحقة للمنشأة من عملائها، ويساهم كذلك في تقديم صورة واضحة عن الوضع المالي للمنشأة من حيث الديون والالتزامات، مما يساعد في إدارة التدفقات النقدية، والتخطيط لسداد الالتزامات، وضمان استقرار العلاقات المالية مع الموردين والعملاء.
6- حساب الإيرادات
حساب الإيرادات يستخدم لتسجيل جميع مصادر الدخل التي تحققها المنشأة، بما في ذلك إيرادات المبيعات، الفوائد، الأرباح من الاستثمارات المالية، العمولات، وإيرادات إيجار الأصول الثابتة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء حساب فرعي تحت حساب الإيرادات يسمى “حساب الإيرادات غير المكتسبة” لتسجيل الإيرادات التي لم تحقق بعد والمعروفة بالإيرادات المقدرة أو المستقبلية، ويساهم حساب الإيرادات في متابعة أداء المنشأة المالي وتحديد المصادر الرئيسية للدخل، مما يساعد الإدارة في اتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على التحليل الدقيق للإيرادات.
7- حساب المصروفات
حساب المصروفات هو أحد أهم الحسابات في الدورة المحاسبية، حيث يستخدم لتسجيل جميع التكاليف التي تتحملها المنشأة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، بما يشمل ذلك تكاليف المرافق، الإيجار، مصروفات التسويق، تكاليف الصيانة، مصروفات التوزيع، والمصروفات الإدارية الأخرى، ويساعد هذا الحساب في تحليل الأداء المالي للمنشأة من خلال توفير نظرة شاملة على جميع النفقات، مما يمكن الإدارة من مراقبة التكاليف، والتحكم في الميزانية، وتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد.
8- حساب الأصول الثابتة
يستخدم حساب الأصول الثابتة لتسجيل جميع الأصول التي تستخدم على المدى الطويل في العمليات الإنتاجية للمنشأة، وتتضمن هذه الأصول المباني، الآلات، المعدات، الأثاث، والأراضي، ويساعد هذا الحساب في تتبع قيمة الأصول الثابتة، وتقييم استهلاكها واستهلاك قيمتها عبر الزمن، مما يوفر معلومات حيوية للإدارة حول استثماراتها في البنية التحتية والإمكانيات الإنتاجية للمنشأة.
9- حساب حقوق الملكية
حساب حقوق الملكية في الدورة المحاسبية يشير إلى القيمة الإجمالية لرأس المال التي يمتلكها المساهمون في المنشأة، ويتضمن هذا الحساب تفاصيل رأس المال في بداية ونهاية الفترة المحاسبية، بالإضافة إلى أي تغييرات طرأت عليه، كما يسجل الأرباح الموزعة على المساهمين والأرباح المحتجزة التي لم توزع بعد، ويعتبر هذا الحساب مؤشرًا مهمًا على الصحة المالية للمنشأة، حيث يعكس قدرة المؤسسة على تحقيق الأرباح واستدامة رأس المال على المدى الطويل.
10- حساب المخزون
حساب المخزون هو أحد أهم الحسابات في الدورة المحاسبية، يستخدم لتسجيل وتتبع قيمة المخزون المتاح في المنشأة بنهاية الفترة المحاسبية، ويتم حساب المخزون إما بالتكلفة النقدية الفعلية أو بالتكلفة القياسية، ويساعد هذا الحساب في إدارة المخزون بفعالية، وضمان توفر المواد والمنتجات اللازمة للعمليات التشغيلية، كما يساهم في تحديد تكلفة البضائع المباعة وتحليل الأداء المالي للمؤسسة من خلال مراقبة التغيرات في مستويات المخزون.
يمكنك الاطلاع كذلك على: إدارة شؤون الموظفين
مراحل إعداد الدورة المحاسبية
أولًا: تحديد المعاملات المالية
في مرحلة تحديد المعاملات المالية، يبدأ المحاسب في رحلة استكشافية مهمة لتحديد وتوثيق جميع المعاملات المالية التي تمت في المنشأة خلال فترة معينة، سواء كانت يومية، شهرية، أو ربع سنوية، وذلك لبناء قاعدة دقيقة وشاملة للتسجيل المحاسبي، ويتعين على المحاسب أن يكون دقيقًا ومنتبهًا أثناء هذه العملية، حيث يجب عليه تحديد كافة المعاملات المالية بمهنية ودقة، سواء كانت مبيعات، مشتريات، مصروفات، أو إيرادات أخرى، كما يجب أن تتم هذه العملية يوميًا لضمان عدم فقدان أي تفاصيل أو معاملات.
وهذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على الاستناد إلى الوثائق والمستندات المالية المتاحة، مثل الفواتير، والإيصالات، والبيانات المصرفية، وأي وثيقة تثبت وجود المعاملة المالية، وبعد تحديد المعاملات، يتعين على المحاسب التأكد من صحة واكتمال هذه الوثائق، والتحقق من مطابقتها للمبالغ المسجلة في السجلات المحاسبية.
إن هذه الخطوة تشكل الأساس الأساسي للدورة المحاسبية، حيث تمهد الطريق للخطوات التالية من خلال توفير البيانات المالية اللازمة للتحليل والتصنيف والتسجيل، وبما أنها تستند إلى الوثائق والمستندات، فإن دقة واكتمال هذه المرحلة تضمن دقة وشمولية الدورة المحاسبية بأكملها، مما يسهم في توفير معلومات دقيقة وموثوقة لاتخاذ القرارات المالية الصائبة.
ثانيًا: التسجيل في دفتر القيود اليومية
في مرحلة تسجيل المعاملات في دفتر القيود اليومية، يقوم المحاسب بتحويل جميع المعاملات المالية التي تم تحديدها في المرحلة السابقة إلى سجل دقيق يسمى دفتر القيود اليومية، وهذا الدفتر يعتبر الأساس الأساسي للتسجيل المحاسبي، حيث يتم فيه تسجيل كل معاملة مالية بطريقة القيد المزدوج، حيث يسجل في هذا الدفتر تأثير المعاملة على الحسابات المدينة والحسابات الدائنة، وفي المثال التالي، تسجل كل معاملة مالية بشكل منفصل في دفتر القيود اليومية، فعلى سبيل المثال:
يسجل شراء المشتريات نقدًا بمبلغ 30000 ﷼ كالتالي:
التاريخ | الحساب | المدين (ريال) | الدائن (ريال) |
التاريخ | حساب المشتريات | 30000 | – |
التاريخ | حساب النقد | – | 30000 |
يسجل بيع البضاعة للعميل بمبلغ 50000 ﷼ كالتالي:
التاريخ | الحساب | المدين (ريال) | الدائن (ريال) |
التاريخ | حساب النقد | 50000 | – |
التاريخ | حساب المبيعات | – | 50000 |
وهكذا، يتم تسجيل باقي المعاملات المالية وفقًا لطبيعتها في دفتر القيود اليومية، وهذا الدفتر يعكس تأثير المعاملات المالية على الحسابات، ويساعد على تتبع تدفق الأموال وتسجيلها بدقة لضمان دقة السجلات المحاسبية واستمرارية التقارير المالية.
اعرف أكثر حول: فواتير الشراء
ثالثًا: ترحيل القيود اليومية إلى دفتر الأستاذ
في مرحلة ترحيل القيود اليومية إلى دفتر الأستاذ، يقوم المحاسب بنقل جميع القيود المسجلة في دفتر القيود اليومية إلى دفتر الأستاذ، ويهدف هذا الترحيل إلى تلخيص وتنظيم المعلومات المالية بحيث يتم تحديد رصيد كل حساب بالمنشأة على حدة، وفي هذه المرحلة، يتم فتح صفحة لكل حساب في دفتر الأستاذ وتحديد رصيده نهاية المدة، ويتم ذلك عن طريق تجميع القيود المتعلقة بكل حساب من دفتر القيود اليومية وتسجيلها في دفتر الأستاذ تحت اسم الحساب المناسب.
على سبيل المثال، إذا كان لدينا حسابًا يُدعى “حساب المشتريات”، فسنقوم بتجميع جميع القيود المتعلقة بالمشتريات من دفتر القيود اليومية وتسجيلها في دفتر الأستاذ تحت هذا الحساب، ثم يتم تحديد رصيد الحساب عند نهاية الفترة المحاسبية بجمع المبالغ المدينة وطرح المبالغ الدائنة، وبهذه الطريقة، يتم تلخيص جميع القيود المالية وتنظيمها في دفتر الأستاذ، مما يسهل عملية استعراض وتحليل الحسابات وفهم الأداء المالي للمنشأة بشكل أفضل.
رابعًا: إعداد ميزان المراجعة
في مرحلة إعداد ميزان المراجعة، يتم تجميع إجمالي الأرصدة المدينة والدائنة لجميع الحسابات في دفتر الأستاذ، ويجب أن يكون إجمالي الحسابات المدينة مساويًا للحسابات الدائنة، وذلك للتأكد من سلامة التسجيلات المحاسبية وتوازنها، وتعود أهمية إعداد ميزان المراجعة إلى عدة نقاط:
1- الكشف عن الأخطاء والخلل
إذا كان هناك خطأ في تسجيل القيود اليومية أو دفتر الأستاذ، سيتم اكتشافه عند مقارنة إجمالي الأرصدة المدينة والدائنة في ميزان المراجعة، فإذا كانت الأرصدة غير متوازنة، فهذا يشير إلى وجود خطأ يحتاج إلى تصحيح.
2- إعداد البيانات المالية
يعتبر ميزان المراجعة أساسًا لإعداد البيانات المالية الرئيسية مثل قائمة الدخل والمركز المالي، فإذا كانت الأرصدة متوازنة، يمكن استخدامها لتحديد الأرباح والخسائر والوضع المالي العام للمنشأة.
3- تحديد رصيد الحسابات
يساعد ميزان المراجعة في تحديد إجمالي الأرصدة لكل حساب خلال الفترة المالية، مما يسهل عملية مراقبة وتحليل الأداء المالي واتخاذ القرارات الاقتصادية، وفي حالة وجود أي خطأ أثناء إعداد ميزان المراجعة، يجب على المحاسب الرجوع إلى دفتر الأستاذ والقيود اليومية لتحديد مصدر الخطأ واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجته.
خامسًا: قيود التسوية
في مرحلة قيود التسوية، يتم تحميل الفترة المالية بجميع المبالغ المطلوبة لتأمين سلامة السجلات المحاسبية وتعكس الوضع المالي الفعلي للمنشأة، وتتضمن هذه القيود عدة أنواع مختلفة تؤثر على ميزان المراجعة وتضمن دقة البيانات المالية، وفي هذه النقاط شرح لأنواع قيود التسوية:
- التسويات الضريبية: تهدف هذه التسويات إلى حساب الخصومات الضريبية وتصفير تكاليف الضرائب للفترة المالية.
- التأجيلات: تشمل هذه القيود المبالغ التي تم دفعها مسبقًا في بداية السنة المالية لصالح المستقبل، مثل دفعات من العملاء لمنتجات لم يتم تقديمها بعد.
- المستحقات: تتضمن هذه القيود المبالغ المستحقة للمنشأة سواء كانت إيرادات لم تدفع فورًا أو مصروفات لم تسدد بعد، مثل الفواتير الغير مدفوعة من العملاء.
- المعاملات المفقودة: تتعلق هذه القيود بأي معاملات تم إغفالها عن طريق الخطأ أثناء التسجيل، مثل المشتريات التجارية التي تم الدفع عنها بشكل شخصي.
تلعب قيود التسوية دورًا حيويًا في ضمان دقة ميزان المراجعة وتعكس الوضع المالي الحقيقي للمنشأة، وبعد إعداد قيود التسوية، يتم إعادة تحضير ميزان المراجعة للتأكد من توازن الأرصدة المدينة والدائنة بشكل صحيح وفقًا للمعاملات التي تم تسجيلها.
تعرف على: المحاسبة المالية لعام 2024
سادسًا: إعداد ميزان المراجعة بعد التسوية
في مرحلة إعداد ميزان المراجعة بعد التسوية، يتم تحديث الميزان بالأرصدة الجديدة التي نشأت نتيجة قيود التسوية، ويجب أن تكون الأرصدة المدينة متساوية للأرصدة الدائنة، مما يعكس التوازن المالي للشركة، وبعد ذلك، يتم تجهيز القوائم المالية التي تعتبر أدوات رئيسية لفهم وتحليل الأداء المالي للمنشأة.
سابعًا: إعداد القوائم المالية
إعداد القوائم المالية في نهاية الفترة المالية هو خطوة حاسمة لتقديم تقرير شامل حول أداء الشركة ووضعها المالي، وفي هذا الصدد، هناك ثلاث قوائم مالية رئيسية يجب إعدادها:
1- قائمة الدخل
توضح قائمة الدخل الإيرادات والمصروفات التي تم تحقيقها خلال الفترة المحددة، وتشمل الإيرادات المبيعات والعائدات الأخرى، في حين تشمل المصروفات التكاليف التشغيلية والمصروفات الإدارية وغيرها، وتعكس قائمة الدخل صافي الربح أو الخسارة للشركة خلال الفترة المالية.
2- قائمة المركز المالي (الميزانية)
تعرض قائمة المركز المالي الأصول والخصوم وحقوق الملكية للشركة في نقطة زمنية معينة، ويتم تقسيم الأصول إلى الأصول الثابتة والأصول الحالية، والخصوم إلى الخصوم القصيرة الأجل والخصوم الطويلة الأجل، ويكون التوازن بين الأصول والخصوم مؤشرًا على الاستقرار المالي للشركة.
3- قائمة التدفقات النقدية
توضح قائمة التدفقات النقدية حركة النقد المالي للشركة خلال الفترة المحددة، وتشمل التدفقات النقدية الواردة والصادرة من الأنشطة التشغيلية والاستثمارية والتمويلية، وتساعد قائمة التدفقات النقدية في تقييم قدرة الشركة على توليد النقد وإدارته بشكل فعال.
ثامنًا: إغلاق الحسابات
إغلاق الحسابات هو الخطوة الأخيرة في دورة المحاسبة، وتمثل نقطة الانتقال من الفترة المالية الحالية إلى الفترة المالية التالية، ويتم غلق بعض الحسابات التي ترتبط بالإيرادات والمصروفات، وذلك لبدء فترة جديدة برصيد صفر لهذه الحسابات، وتشمل هذه الحسابات عادةً الحسابات الدخلية (الدخل) مثل حسابات الإيرادات والمصروفات.
وعملية إغلاق الحسابات تتضمن تسجيل الأرصدة النهائية لهذه الحسابات ونقلها إلى حسابات مؤقتة أو إلى الحسابات الدائمة المناسبة في الفترة الجديدة، والهدف من هذا الإجراء هو تحضير الدفاتر للفترة المالية الجديدة وضمان سلامة التقارير المالية، وبعد إغلاق الحسابات المتعلقة بالإيرادات والمصروفات، يمكن للشركة أن تبدأ في تحليل أداءها المالي خلال الفترة المالية المنقضية واتخاذ القرارات اللازمة لتحسين الأداء في المستقبل، وهذا الإغلاق يسهل أيضًا عملية المراجعة المحاسبية والتدقيق للتأكد من دقة السجلات المالية والتقارير المالية النهائية.
اقرأ أكثر عن: مخاطر المخزون وكيف تتجنبها
متى تبدأ الدورة المحاسبية ومتى تنتهي؟
تبدأ الدورة المحاسبية الشهرية في اليوم الأول من كل شهر وتنتهي في اليوم الأخير من نفس الشهر، وبالنسبة للدورة المحاسبية الربع سنوية، فإنها تبدأ في اليوم الأول من الشهر الأول لكل ربع سنة وتنتهي في اليوم الأخير من الشهر الثالث لنفس الربع، أما الدورة المحاسبية السنوية، فتبدأ في اليوم الأول من السنة المالية وتختتم في اليوم الأخير من نفس السنة المالية.
ما اهم خطوة بالدورة المحاسبية وعلى ماذا تستند؟
في عالم المحاسبة، تبرز خطوة “تسجيل المعاملات المالية” كإحدى العمليات الحاسمة التي يعتمد عليها سلامة واكتمال الدورة المحاسبية بأكملها، حيث تتضمن هذه الخطوة تحليل وتفسير المستندات المالية المتعلقة بالمعاملات، مثل الفواتير والسجلات المصرفية، وغيرها، بالإضافة إلى التدقيق والتحقق من دقة وصحة المعلومات المالية.
ولكن على ماذا تستند هذه الخطوة؟
تستند هذه الخطوة بشكل كبير على:
- المبادئ المحاسبية العامة “GAAP”.
- المعايير المحاسبية الدولية “IFRS”.
وتهدف هذه المبادئ والمعايير إلى توثيق المعاملات المالية بدقة ومسؤولية، وتزويد المستخدمين والجهات المعنية بمعلومات مالية شفافة وموثوقة، ويتم ذلك بمراعاة مبدأ المساءلة والإفصاح المالي، مما يسهم في بناء الثقة والشفافية في البيئة المالية للمؤسسات والشركات.
الفرق بين الدورة المحاسبية والدورة المستندية
تعد الدورة المحاسبية مسارًا متعقدًا من الأنشطة المالية التي تستخدم لتسجيل وتتبع جميع المعاملات داخل المنشأة، بينما تأتي الدورة المستندية كأداة تكميلية ضرورية لهذا المسار، حيث تعمل على توفير المستندات والوثائق الضرورية لسير الدورة المحاسبية بسلاسة، ففي ظل عالم مالي معقد ومليء بالمخاطر، تلعب الدورة المستندية دورًا حيويًا في تأمين البيانات المالية وضمان دقتها وشموليتها، وفيما يلي نستعرض الفروق البارزة بين الدورة المحاسبية والدورة المستندية:
وجه المقارنة | الدورة المحاسبية | الدورة المستندية |
الغرض | تسجيل المعاملات المالية وتحليلها لتحديد الأوضاع المالية للمنشأة، وتوفير البيانات لإعداد التقارير المالية واتخاذ القرارات الاقتصادية السليمة. | توفير الإثبات الرسمي لجميع العمليات المالية التي تمت داخل المؤسسة، وذلك من خلال توثيق المستندات والوثائق الخاصة بها، مما يساهم في التحقق من صحة ودقة السجلات المحاسبية ويعزز الشفافية والمصداقية. |
المميزات | توفير نظام فعال لتتبع ورصد العمليات المالية، وكشف الأخطاء والتلاعب في السجلات المحاسبية، مما يعزز الثقة لدى الجهات المعنية مثل المستثمرين والجهات الضريبية. | تنظيم وتوثيق المستندات المالية بشكل دقيق ومنهجي، مما يسهل عمليات التدقيق والمراجعة ويحافظ على سجلات المعاملات المالية المتكاملة والموثوقة. |
العيوب | قد تكون عملية إعدادها معقدة وتتطلب مهارات محاسبية متقدمة ووقتاً إضافياً للتأكد من دقة وصحة البيانات المالية. | يتطلب تنظيم وإدارة كبيرة للمستندات المالية، وقد تواجه صعوبات في تنظيمها وتوثيقها بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى عدم دقة أو اكتمال السجلات المستندية. |
يمكنك كذلك القراءة عن: الامتياز التجاري لتجار التجزئة
من المسؤول عن إعداد الدورة المحاسبية في المنشأة؟
مسؤولية إعداد الدورة المحاسبية في المنشأة تقع عادة على عاتق (مسك الدفاتر المحاسبية) أو إدارة المالية أو إدارة المحاسبة، ويعتبر المحاسب الرئيسي أو مدير المحاسبة شخصًا رئيسيًا في هذا العمل، فهو لديه المعرفة والخبرة اللازمة لتنظيم وتنفيذ الدورة المحاسبية بشكل صحيح وفعال، كما تشمل مسؤولية إعداد هذه الدورة على المحاسبين الفرعيين أو فريق الحسابات، الذين يقومون بتنفيذ الأنشطة المحاسبية اليومية بناءً على التوجيهات والإرشادات التي تقدمها الإدارة المالية.
ومن الجدير بالذكر أن في الشركات الكبيرة قد تكون هناك أقسام متخصصة تعنى بإعداد الدورة المحاسبية وتنفيذها، مثل قسم المحاسبة أو قسم المالية، وتكون هذه الأقسام تحت إشراف مديرين ماليين أو محاسبين أقدمين.
في نهاية المطاف، الدقة والشفافية في العمليات المحاسبية هي المفتاح لتحقيق النجاح التجاري المستدام، ومن خلال الاعتماد على أنظمة مبتكرة وبرامج فعالة مثل برنامج البدر للمبيعات، يمكن للشركات تعزيز الكفاءة وتحسين دقة البيانات والتقارير المالية، لذا، دعونا نبدأ رحلة النجاح المحاسبي مع برنامج البدر للمبيعات ونضع الأسس القوية لنمو الشركة وازدهارها.
انطلق نحو النجاح مع برنامج البدر للمبيعات الذي يقدم أدوات قوية لتحسين عمليات المبيعات وتعزيز أداء الشركة. إنشاء حساب تجريبي مجاناً